Views: 5
تكميل المسجد
قد تعطل عمل بناء تاج المساجد في 1901م بعد وفاة الأميرة شاهجهان بيغم، و لم يبدأ العمل في عهد بنتها و خليفتها سلطان جهان بيغم، وفي زمن نواب حميد الله خان التفت إلى بناء هذا المسجد الناقص ولكن لم يثمر بعد، ما زال هذا المبنى العظيم غير الكامل في حالة خراب لأكثر من نصف قرن ومضى عليه الفصول المتغايرة والظروف المختلفة.
بعد اندماج الرئاسة في الاتحاد الدولة الهندية بدَلت الظروف والاوضاع واستيقظ المسلمون وتوجهوا إلى تراثهم الديني والاسلامي ونهض الشيخ محمد عمران خان الندوي الأزهري لتحصيل تولية هذا المبنى الخرب غير المكتمل.
ولمّا حصل الشيخ عمران خان تولية تاج المساجد، ما كان له هم سوى تكميله، و كان يقول كثيرا إنه يريد تكميله و لكن الفوز بيد الله.
من قيام دار العلوم إلى تكميل تاج المساجد
لما فوض الله إلى الشيخ أمر تاج المساجد، وضع بين عينيه خطة قديمة لبنائه، و لما رأى أنه لا يمكنه أن يستعمل الأراضي و الأبنية الموقوفة في خارج المسجد للمقاصد التعليمية، بدأ يرمم صحن المسجد الواسع و شرفاته المحرابية بطريق لا يقلل من جمال هذه الذكرى الإسلامية العظيمة، و لا يضيق عن كونه مركزا للعلم و الدين، و مسكنا للطلبة، و لا يعجز عن توفير التسهيلات للحاضرين في الاجتماع الدعوي السنوي.
الأعمال البنائية التي تمت قبل 1971م
الحوض
إن حوض هذا المسجد خمسون في خمسين قدما مربعا، و حوله دكة صلبة لسبعة أقدام و نصف، و عمق الحوض أربعة أقدام، قد تم عمله في مدة أقل من شهر واحد قبيل الاجتماع العالمي الثالث عام 1951م، و قد بذل كثير من المسلمين المخلصين فيه أموالا طائلة و جهودا جبارة
و نصبت في وسطه فوراة بلورية تزيده رونقا و بهاء، و كانت بيغم استوردت له اللبنات البلورية، و لكنها سرقت بعد وفاتها في فترة تعطل العمل، لذا بني هذا الحوض باللبنات العادية، و لم تبق الآن تلك الفوارة أيضا.
المصليات الحجرية
كان ثلاثة أرباع الصحن يشتمل على حفر كبيرة و عميقة، سد بعضها في عهد نواب حميد الله خان إلا أن أكثر من نصف العمل لم يزل باقيا، فسدت بقيتها بعد قيام دار العلوم، ثم فرشت بالمصليات الحجرية. وهكذا كمل نصف الصحن تقريبا قبل مهمة التكميل.
بناء الغرفات
كانت تحيط بصحن المسجد الكبير من الشمال و الشرق و الجنوب شرفةٌ محرابية عرضها 12 قدما، و كانت الشرفة ناقصة البناء في الجنوب، فحولت هذه الشرفات إلى الغرفات، فأقيم لها جدار حجمه 5620 قدما تقريبا، و نصب 85 عتبة كبيرة و بابا جديدا، و 116 شباكا، و 100 منفذ، و نصبت 41 لوحة، و الآن تستعمل هذه الغرفات لدار العلوم، فمنها ما جعلت غرفة الضيوف أو مكتبا أو دار الطعام أو دار الإقامة التي تسع 220 طالبا تقريبا، و منها ما جعل مخزنا لأمتعة المسجد و المكتبة.
تكميل الفرش
كان بعض فرش المسجد في صحنه الشرقي و قاعته الكبيرة ناقصا، و بعضُه يقتضي العمل من جديد، فكمل بناءه، و كان طوله بالجملة 200 قدما و عرضه 12 قدما.
السلم
كان للصدور و الورود ثلاثة أدراج في المسجد على ثلاثة أبوابه فقط، و الآن بنيت الأدراج المسلسلة على جميع الأبواب، و كذلك بنيت الأدراج لقاعات الصلاة المخصصة للنساء في شمال المسجد و جنوبها.
الحمامات و المراحيض
بنيت خمسة حمامات و مراحيض للنساء قريبا من الجهة الجنوبية من المسجد، و في نفس الجهة بنيت أربعة حمامات و خمسة مراحيض لدار الإقامة.
المطبخ
توجد في تاج المساجد دار الإقامة أيضا مع دار العلوم، يسكن فيها عدد كبير من الطلاب، فاحتيج إلى مطبخ يطبخ لهم فيه الطعام، لذا بني مطبخ في الجانب الجنوبي خارج المسجد.
منارة المسجد
كانت منارتا هذا المسجد الناقص ناقصتين، و لم تكونا متساويتين، فرفعت المنارة الشمالية إلى أربعين قدما حتى تساوت بالمنارة الجنوبية، و رفعة المنارتين 228 قدما وقطرهما 25 قدما.
سقوف المسجد
كان العمل البنائي موقوفا منذ 1901م، و يعلم كل منا أن البناء الذي لا يكمل يقطر الماء من سقفه و يدخل المطر في أحشاء جدرانه، و كذلك كان حال تاج المساجد، بل يصعب علينا بيان حاله هنا. فعولج حل هذه المشكلة حيث سقف بعض النواحي، و سُدّ بعض الثلم، و بلط بعض الجدران.
صحن المسجد
كان صحن المسجد غير مسطح و غير ممهد، و ما كان لأحد أن يمشي عليه، فمهد بمساعدة مآت من المخلصين و مآت من شاحنات الأنقاض.
الضوء الكهربائي
ما كان تركيب الكهرباء سهلا في هذا المسجد العظيم واسع المحاريب بعيد المدى، و لكن تم ذلك العمل الصعب بحمد الله تعالى في داخل المسجد من الصحن و الغرفات الجديدة و قاعات النساء و غيره، و مد السلك الكهربائي في أكثر من 3000 قدما.
توفير الماء
ما كان الماء يأتي إلا إلى الحوض الذي يقع في الخارج قريبا من المغتسل و إلى خزانة حديدية فقط، و هذه الخزانة وضعت في الجانب الجنوبي قريبا من الصحن، و الماء يأتي من خط ‘المدرسة الحميدية’، و يعاني الناس دائما من قلة الماء، و الآن حصل للمسجد خط الماء المختص له بدون مشاركة بفضل الله و كرمه، و قد كثر الماء، و استغرق هذا العمل 526 أنبوبة من مختلف الأحجام.
هذه الأعمال التي في الأعلى تمت قبل 1960م.
و الأعمال التي تمت بعد 1960م إلى 1971م فيما يلي:
1 . تم فرش صحن كبيرلقاعات النساء في الجانب الشمالي.
2 . بنيت أدراج الرخام أمام المحراب الأوسط.
3 . بنيت الأدراج الحجرية أمام المحاريب الأخرى.
4 . أقيمت أعمدة الحديد في صحن المسجد و مدت شبكة الحديد عليها لتوضع عليها البُلُس و ذلك لتوفير الظلال للزائرين في الاجتماع.
بدء بذل الجهود للبناء الجديد
كان الهم الوحيد للشيخ تكيمل تاج المساجد، فلذا لم يجد فرصة لهذا العمل إلا أسرع إليه، كما قد تجلى من السطور الماضية.
مقترح لبناء الصالون الشمالي
قدم أميردارالعلوم اقتراحا لبناء قاعة المسجد الشمالية في حفلة الشورى المنعقدة 10 ديسمبر 1966م، وشكلت لجنة من أعضاء مجلس الشورى لإمعان النظر في جميع الأمور وصياغة المقترحات المناسبة بهذا الخصوص.
ومن لوازم هذه اللجنة : إلقاء النظرعلى جميع جوانب الأمر.
والتشاور مع المهندسين عند الضرورة، والقيام بعمل البناءعلى ثقة بالله، والحصول على الإذن بالبناء، ووضع النظام المناسب للتمويل، ومن مسؤولياتها القيام بعمل البناء فورا بالأموال التي خصصها شخص متبرع لهذا الغرض، واتخاذ التدابير المناسبة لتغطية النفقات الأخرى، وكذلك يجب على اللجنه أن تواصل عرض تقريرعمليتها في مجلس الشورى.
كان من أعضاء هذه اللجنه الشيخ عمران خان الندوي الأزهري، والشيخ السيد حشمت علي، وعبد الحميد خان المهندس، والشيخ السيد منظور حسين سروش، وعبد الرؤوف خان، وافتخار أحمد.
وقد جرى الكلام عن القاعة الشمالية في الشورى. و كان انهيار السقف و فساده والإضافة في بنائه كان سببا للمفاجأة الشديدة، و عبر أهل الخبرة من المهندس عبد الحميد (الذي كان عضوا في مجلس الشورى ومهندسا معماريا أيضاً) و غيره عن آرائهم بشأن هذا السقف الذي وصل على وشك الانهيار و اتفقوا على أن يهتم به أو لا.
يقول الشيخ عمران خان الندوي: قال لي الشيخ الشاه يعقوب المجددي أول مرة في بداية أكتوبر 1967م: لماذا لا تركز العناية على تكميل تاج المساجد؟ قلت له من يجرؤ على العمل الذي لم تستطع أن تقوم بها الإمارة؟ وكيف؟ في هذا العصر فأجاب الشيخ: لا يقوم بهذه الأعمال إلا الرجال، فعليك أن تتحلى بالجرأة والعزيمة و تتهيأ لها ولا تفشل عنها.
وبعد مدة قليلة قال الشيخ الشاه يعقوب المجددي بدون أي سياق إلى متى سيبقى هذا المسجد على هذه الحال؟ قال الشيخ عمران: فأبديت التوتر مع الارتياب إذ كان هنا كأمر الشيخ في جانب، وخطورة هذه المهمة في جانب آخر، و أضاف قائلا: إن فكرة تاج المساجد كانت مستولية علي، وفي ذلك الزمان ما كان الناس يتبرعون إلا للمدرسة لا لبناء المسجد، والمدرسة تقوم بأمور التعليم منذ عشرين سنة على تبرعات الناس وإذا استعين الناس لهذا المسجد قالوا: يمكن القيام بكل شيء في العالم إلا بناء هذا المسجد، وهذا كان مشهورا عند أكثر الناس في الهند والعالم كله، ولذا حدث ما حدث مع السيد إنعام الله المكي المستوطن بكنادا حينما ذكر لديه تكميل هذا المسجد فإنه لم يثق بذلك إلا بعدما قدم الشيخ الدلائل وصرح بأن بناء تاج المساجد على وشك التكميل.
ثم استعرض الشيخ حالة أهل بهوبال ونصح الشيخ بإحضار المساعدة من الخارج، فقال الشيخ: هذه الفكرة كانت تخطرعلى بالي أيضاً منذ أيام.
إتمام بعض أبنية المسجد الناقصة
حينما تقررمشروع إتمام المسجد، رُسمت خطة من المهمات الآتية و ذلك يتم بمبلغ:
مئتي ألف | وضع الجص من جديد بعدما أزيل الجص القديم لجميع السقف | 1 |
بمليونين | إكمال قباب المسجد لحفظه من ماء المطر | 2 |
ثلاث مأة ألف | إصلاح بعض السقف القديم المنهار | 3 |
ثلاث مأة ألف | إكمال رواق الشمالي للمسجد التي تحتوي على 22 محرابا | 4 |
تسع مأة ألف | إكمال الباب الضخم الشرقي الرئيسي الناقص منذ سبعين سنة | 5 |
خمسين ألفا | تحويل الحفرة التي يبلغ طولها حوالي 100 قدما وعرضها 40 قدما وعمقها 15 قدما إلى سرداب | 6 |
خمسين ألفا | إنشاء طرق المياه مع تكميل البناء من الداخل لتصريف مياه هذا المسجد الواسع | 7 |
مأة ألف | تغطية جميع صحن المسجد بالحجارة حتى يصلح للصلاة | 8 |
ثلاثة ملايين | إكمال المنارتين لتحفظ المسجد من تسرب ماء الأمطار | 9 |
خمس مأة ألف | بناء السلالم الشمالية حتى البركة | 10 |
مأة ألف | المتفرقات | 11 |
سبعة ملايين و خمس مأة ألف | المبلغ الإجمالي |